ملخص كتاب مناهج البحث العلمي للدكتور عبد الرحمن بدوي : مقدمة في تعريف المنهج وانواع المناهج (ج1).


مناهج البحث العلمي بدوي
1- في معنى المنهج :

 
هذا اللفظ ترجمة للكلمة الفرنسية ونظائرها في اللغات الاوربية الاخرى، وكلها تعود إلى اللفظة اليونانية :...” وهي كلمة كانت تستعمل عند اليونانيين بمعنى البحث والنظر… لكنها لم تأخذ معناها الحالي إلا في عصور متأخرة، وقد حد المنهج بأنه :
“ فن التنظيم لسلسلة من الافكار العديدة إما من أجل الكشف عن الحقيقة حين نكون جاهلين بها، أو من أجل البرهنة عليها حين نكون بها عارفين " .


فتمة إذن نوعان من المنهج :أحدهما يهدف إلى كشف الحقيقة، والثاني يهدف في إلى تعليمها للآخرين . غير أن هذا التعريف يبقى قاصرا لأنه عني فقط بالمنهج الاستدلالي دون المناهج الأخرى كالمنهج التجريبي، والمنهج التاريخي، وذلك لأنه يتحدث فقط عن الافكار دون القوانين والوقائع، لذلك فقد صيغ بعد ذلك تعريف جامع للمناهج المذكورة وغيرها وهو :
المنهج هو الطريق المؤدي إلى الكشف عن الحقيقة في العلوم بواسطة طائفة من القواعد العامة التي تهيمن على سير العقل ، وتحدد عملياته حتى يصل إلى نتيجة معلومة " (ص5).

"وتختلف المناهج باختلاف العلوم " لكنها يمكن ان ترد إلى منهجين هما : الاستدلال والتجريب، يضاف إليهما منهج ثالث خاص بالعلوم الأخلاقية والتاريخية هو منهج الاسترداد.
والعلم الباحث في هذه المناهج الثلاثة يسمى "علم المناهج"” (ص 7).

تكوين علم المناهج.

 
إن هذا العلم لا يمكن أن يتكون إلا بالنظر في السبل التي سلكها … العلماء أنفسهم – في الوصول  إلى الحقيقة العلمية – وإنما يتوصل إليه باستقراء هذه المناهج من " شخص غير متخصص في علم واحد بالذات، ويحاول باستقرائه المناهج التي اتبعها العلماء المختلفون في ميادينهم المختلفة، أن يستخلص النماذج العامة للمناهج العلمية وأن لا ينحو نحو شيء من التعميم، حتى يضع صورة إجمالية عامة للمناهج التي يتبعها العقل الإنساني في تحصيله للحقيقة في العلوم وهذا الشخص لا يمكن إلا أن يكون المنطقي إذ هو وحده القادر على الجمع بين مختلف الميادين في نظرة واحدة شاملة تهيء له أن يدرك الملامح العامة والخصائص الكلية المشتركة بين المناهج المتبعة في فروع العلم" (ص 9-10).
مع العلم أن هذه "المناهج ليست ثابتة بل هي تتغير وفقا لمقتضيات العلم وأدواته، ويجب أن تكون قابلة للتعديل حتى تستطيع أن تفي بمطالب العلم المتجددة" (ص 11-12).

أنواع المناهج :

 
" يجب ألا نغالي في توكيد الاختلاف في مناهج العلوم تبعا لاختلافها، فإن وارء هذه المناهج كلها وحدة العقل الإنساني... “ (ص 13)، لكن نقوم بتقسيمها من أجل دراستها فحسب، " فنحن نقول – مثلا – المناهج الثلاثة الرئيسية، والواقع أن عدد المناهج لا يكاد ينحصر ففي داخل كل علم عدة مناهج…غير أنه من المستحسن أن نرد هذه المناهج العديدة إلى مناهج نموذجية قليلة تفرع عليها المناهج الجزئية الأخرى نستطيع حصرها في ثلاثة أو أربعة :


1- المنهج الاستدلالي أو الرياضي : وهو الذي بسير فيه من  مبدأ غلى قضايا تنتج عنه بالضرورة دون التجاء إلى التجربة ، وهو منهج العلوم الرياضية خصوصا .


2- المنهج التجريبي : ويشمل الملاحظة والتجربة معا وهو الذي نبدأ فيه من جزئيات أو مبادئ غير يقينية تمام ونسير معممين حتى نصل غلى قضايا عامة لاجئين في كل خطوة إلى التجربة كي كي تضمن لنا صحة الاستنتاج وهو منهج العلوم الطبيعية على وجه الخصوص .


3- المنهج الإستردادي أو التاريخي: وهو الذي نقوم فيه باسترداد الماضي رتبعا لما تركه لنا من آثار أيا كان نوع هذه الآثار وهو المنهج المستخدم في العلو مالتاريخية والأخلاقية. (ص 18-19).

اقرأ أيضا باقي اجزاء ملخص كتاب مناهج البحث للدكتور عبد الرحمن بدوي:


إرسال تعليق

0 تعليقات